ماذا يحدث عند موت الشخص في السويد؟
كثير منا يفكر في حياته وحياة المقربين له. بداية من الاحتياجات الأساسية كالسكن والمأكل والمشرب، مرورا بتحقيق الطموحات في الدراسة والعمل ووصولاً إلى الرفاهية كالسفر والسياحة، لكن هل فكر أحدنا ماذا يحدث قانونيا عندما يموت أحدهم في السويد؟ ماذا تعني التركة؟ كيف هي مراسم الدفن في السويد؟ وماذا يحدث في حال لم يكتب الشخص وصيته قبل الوفاة؟ في هذا التقرير سنتطرق إلى أمور من المهم معرفتها بهذا الخصوص.
الإجراءات مباشرة بعد حالة الوفاة
أول ما يحدث بعد الوفاة هو استدعاء الطبيب للتأكد من وفاة الشخص. يُصدر الطبيب شهادتين، شهادة وفاة تُرسل على الفور إلى سجل قيد النفوس في مصلحة الضرائب، وشهادة سبب الوفاة وتُرسل إلى إدارة الرعاية في غضون أربعة أسابيع.
يرسل الطبيب الشهادات إلى السلطات المختصة ولا يتعين عليك، بصفتك قريب المتوفى القيام بأي شيء. عادة ما تستغرق مصلحة الضرائب بضعة أيام لتسجيل الوفاة.
يتأكد الطبيب من نقل المتوفى إلى مشرحة المحافظة. إذا رغبت الأسرة في انتظار أقارب آخرين، فقد يسمح لهم الطبيب بترك المتوفى في المنزل لفترة قصيرة قبل نقل المتوفى إلى مشرحة أو مصلى الدفن. المجوهرات أو الأشياء الأخرى ذات القيمة التي يرتديها المتوفى يتم تسليمها إلى الأقارب أو تركها في المنزل.
إذا كان لدى المتوفى أفراد أسرة أو ممتلكات تحتاج إلى العناية بها، فإن الشخص الذي يؤكد الوفاة سيتصل على الفور بالخدمات الاجتماعية في البلدية.
مراسم الدفن:
وفقًا للقانون يجب أن تتم الجنازة (الحرق أو الدفن) في غضون شهر واحد من الوفاة. لذلك قد يكون من الجيد الاتصال بوكالة الجنازات بعد أيام قليلة من الوفاة. عادة ما تساعد هذه الوكالات في جميع الجوانب العملية للجنازة نفسها.
قبل الاجتماع بهذه الوكالة قد يكون من الجيد توضيح ما إذا كان للمتوفى أي رغبات خاصة بالجنازة. يحتاج الأقارب إلى اتخاذ قرارات بشأن مكان الجنازة، وشكل التابوت، وما إذا كان يجب أن يكون هناك زهور أو زينة، وما إذا كان يجب الإعلان عنها في الصحف. يمكن لأفراد العائلة والأقارب أيضاً الاتصال بكاهن، أو قسّ، أو حاخام أو إمام مسجد أو غيرهم ممن يمثلون الأديان و تخطيط مراسم الجنازة على أساس رغباتهم الدينية الخاصة.
الكنيسة السويدية هي الجهة الرئيسية لعمليات الجنازة في أغلب أنحاء البلاد. هم مسؤولون، من بين أمور أخرى، عن توفير موقع الدفن، القبر أو حرق الجثث وغرفة مراسم الجنازة. يتم تمويل هذا من خلال رسوم الجنازة التي يتم دفعها عبر الضرائب كل عام، بغض النظر عن العضوية في الكنيسة السويدية. ومع ذلك، فإن خدمات الكنيسة السويدية الأخرى مجانية لأولئك الأعضاء.
ثالثا، تكاليف الجنازة:
وكالات الجنازة تتقاضى رسوماً مقابل خدماتها. في المقام الأول تستخدم التركة لدفع هذه التكاليف. إذا لم يكن في التركة أموال، فقريب أو أقارب المتوفى هم من يتكفلون بالأمر.
نفقات الجنازة لها الأولوية على المصاريف الأخرى في التركة. لذلك يجب على الورثة عدم دفع أي فواتير أخرى حتى يتم الانتهاء من إثبات التركة ويتضح أن هناك ما يكفي من المال.
إذا لم يكن هناك في التركة ما يكفي لدفع تكاليف الجنازة والتكاليف الأخرى المرتبطة بالوفاة، يمكن للبلدية المساعدة.
غالبا ما توزع التركة حسب وصية المتوفى ولكن ماذا يحدث في حال توفي الشخص دون أن يكتب وصيته؟
في حالة عدم وجود وصية يتم توزيع ميراث المتوفى وفقًا للقانون ومن ثم يكون أقارب المتوفى هم الذين يرثون. إذا كان المتوفى متزوجاً فإن الزوج يرث في الحالات التي لا يوجد فيها أطفال أو إذا كان هناك أطفال مشتركون. بعد ذلك يجب على أقارب المتوفى الأول انتظار ميراثهم بعد وفاة الزوج الوارث. ورثة الأسرة هم بالدرجة الأولى الأبناء، وفي حالة وفاة الأبناء، أولادهم وهكذا دواليك. من جهة ثانية ، يرث الوالدان، وإذا كان الوالد متوفى، يرث الأشقاء، وإذا كان الشقيق متوفى، فإن أطفالهم يرثون. أمّا ثالثا: فيرث الأجداد، وإذا ماتوا يرث إخوة الأبوين. إذا لم يكن للمتوفى ورثة من عائلة على الإطلاق، فإن الميراث يذهب إلى صندوق الميراث الخاص بالدولة.
وأخيرا، ماذا يحدث إذا لم يكن للمتوفى أي معارف أو أقارب؟
في حال توفي الشخص في المستشفى أو مأوى عجزة يتكفل القطاع الصحي بإبلاغ الدولة والتي بدورها تبلغ جميع الجهات المعنية، أما في حال تم اكتشاف جثة الشخص في منزله بعد فترة فيبعث بها إلى الطبيب الشرعي للتأكد من سبب الموت.
وبجميع الاحوال إذا لم يكن هناك أقارب قادرون او مستعدون على تحمل مسؤولية الجنازة يأمر موظفين مختصين بجنازة. غالبا ما يكون هؤلاء الموظفون اختصاصيون اجتماعيون.