عضوية الناتو

السويد تفك عقدة الناتو بعد طول انتظار

: 2/26/24, 4:57 PM
Updated: 2/26/24, 4:57 PM

بعد انتظار عامين طويلين تحصل السويد على الموافقات اللازمة لتكون العضو الثاني والثلاثين في حلف شمال الأطلسي (ناتو). الحرب التي بدأتها روسيا على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير 2022 غيّرت الكثير في السويد. مبدأ عدم الانحياز العسكري الذي تمسكت به ستوكهولم طيلة مئتي عام، أصبح من الماضي. احتمت البلاد بعدم الانحياز حتى حين كان العالم يشهد حربين مدمرتين، بينما دفع الخوف من روسيا القوى السياسية في البلاد قبل عامين إلى الاحتماء بالحلف الأقوى، حلف الولايات المتحدة. بينما أظهرت استطلاعات الرأي تزايداً كبيراً في تأييد السويديين للانضمام إلى الحلف.

في الثلاثين من مارس 2022 بدأ التحول. رئيسة الوزراء الاشتراكية الديمقراطية آنذاك مجدلينا أندرشون تعلن الانفتاح على عضوية الناتو، لتخوض السويد بعدها عملية طويلة ومعقدة بغية الحصول على موافقة الدول الأعضاء في الحلف. برزت تركيا عقبة كأداء في الطريق. الشروط التي وضعها أردوغان دفعت السويديين للتنازل. بينما بدا السلطان التركي كمن يمسك السويديين من خناقهم في لحظة فارقة وضعتهم تحت رحمته. ومع نجاح فنلندا في دخول الحلف بقيت السويد وحيدة لتصبح الحلقة الأضعف في دول الشمال الأوروبي، غير أن عدم قدرة بوتين على حسم معركته في أوكرانيا جعل السويديين يتنفسون الصعداء، فزادوا دعمهم العسكري لكييف معتبرين أن غرق الروس في الوحل الأوكراني ضروري لأمنهم.

انفكت العقدة التركية في الثالث والعشرين من يناير الماضي بتدخل أمريكي وبصفقة طائرات إف 16 ساومت تركيا للحصول عليها: دخول السويد مقابل الطائرات. لم يفرح السويديون كثيراً حتى برزت هنغاريا كبلد يرغب في المساومة. رفض رئيس الحكومة السويدية أولف كريسترشون التفاوض، فيما تحدثت وسائل الإعلام الهنغارية عن اتفاق لتعاون في الصناعات العسكرية. عين هنغاريا كانت على الاستفادة من طائرات غريبين السويدية القتالية. لا ضرر من الاتفاق مع هنغاريا، ترى الحكومة السويدية وقدما كريسترشون على أرض بودابست قبل يومين من تصويت البرلمان الهنغاري بالموافقة على طلب السويد. الانتقادات للنظام السياسي في هنغاريا توقفت على المستوى الرسمي في ستوكهولم. بينما ارتفعت أصوات سويدية نتتقد دخول الناتو والفاتورة التي اضطرت البلاد لدفعها من رصيد قيمها المدافعة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

يقدم الناتو الحماية للسويد تحت البند الخامس. أي اعتداء على دولة في الحلف اعتداء على كل الدول. في ذلك ما يردع روسيا ربما عن التفكير بمهاجمة السويد، إلا في إطار حرب عالمية. غير أن دخول الحلف يفرض التزامات عسكرية ومالية كبيرة على السويد أيضاً. وقد يضطر السويديون إلى إرسال أبنائهم جنوداً للقتال في دول أخرى إن تعرضت إحدى دول الحلف لهجوم، وهم الذين لم يعتادوا ذلك.

تبدأ السويد اليوم مرحلة جديدة من تاريخها في عالم يزداد اضطراباً، فهل أمّنت الحماية لأجيال قادمة أم تحولت مع فنلندا إلى رأس حربة شمالية في مواجهة روسيا؟ التاريخ وحده من يحكم.

تحليل إخباري

نص: مهند أبو زيتون

تعليق: محمود آغا

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.