السويد تستعد أمنياً لاستقبال يوروفيجن.. وشعور الوحدة يخيّم على البلاد

: 4/23/24, 5:06 PM
Updated: 4/23/24, 5:06 PM

مئتا يوم على انطلاق الحرب في غزة، ولا سلام ولا أمان في الأفق. ورغم الدعوات الدولية المتواصلة لهدنة إنسانية ووقف إطلاق النار، شنّت إسرائيل موجة قصف كثيفة لمناطق في شمال غزة، بعد أشهر من سحب قواتها البرية من المنطقة. وفي جنوب القطاع، تواصل إسرائيل التمهيد لاجتياح مدينة رفح عند الحدود مع مصر، والتي تحتضن أكثر من 1.5 مليون فلسطيني نزحوا إليها من كافة مناطق القطاع. هذا وتواصل فرق الدفاع المدني الفلسطيني والأهالي في مدينة خان يونس عمليات انتشال عشرات الجثث من المقبرة الجماعية التي خلفها الجيش الإسرائيلي في مجمع مستشفى ناصر. وتحدثت مصادر فلسطينية محلية عن وجود مئات الجثث في المقبرة الجماعية، بينها جثث لكوادر طبية من المستشفى. المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحق في الرعاية الصحية تلالنغ موفوكينغ، قالت اليوم إن الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة “قضت” على نظام الرعاية الصحية في القطاع. واعتبرت أن الحرب منذ بدايتها كانت حرباً ضد الحق في الرعاية الصحية، مع الاستهداف المتواصل للمستشفيات والمراكز الصحية والكوادر الطبية في غزة.

وفي السويد، لم تغير مصلحة الهجرة السويدية تقييمها حول العدد المتوقع لطالبي اللجوء في السويد هذا العام، رغم التوترات المتصاعدة في العالم. وقالت المصلحة في تقرير جديد إنها تتوقع طلب 12 ألف شخص اللجوء في السويد في عام 2024 بانخفاض نحو ألف شخص عن العام الماضي. المديرة العامة لمصلحة الهجرة ماريا ميندهامار قالت إن المصلحة لا ترى في الوقت الحالي أن التطورات في الخارج ستؤثر على أعداد طالبي اللجوء في السويد. وأوضحت أن اتفاقية اللجوء والهجرة الجديدة للاتحاد الأوروبي، والتي أقرها البرلمان الأوروبي مؤخراً، لن تترك تاُثيرات فورية على أعداد طالبي اللجوء في السويد. مصلحة الهجرة توقعت في الوقت نفسه أن تكون لاتفاقية الهجرة الأوروبية تأثيرات أكبر على المدى البعيد، رغم أنه من السابق لأوانه تحديد مدى تأثيرها على أعداد طالبي اللجوء في السويد وفي الاتحاد الأوروبي، وفق مصلحة الهجرة نفسها.

الاستعدادات السويدية متواصلة لاستضافة مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن). وأعلن وزير العدل والداخلية السويدي غونار سترومر اليوم عن إجراءات أمنية واسعة النطاق ستتخذ في مدينة مالمو لضمان سلامة المشاركين والحضور. وزير الداخلية كشف عن اجتماعات أمنية دورية يعقدها مع جهاز الأمن السويدي (سابو) والشرطة لمناقشة التدابير اللازمة. وقال إن مسابقة “يوروفيجن” تشكل حدثاً دولياً هاماً ما يستدعي اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، خاصةً مع ارتفاع مستوى التهديد الإرهابي في السويد، وازدياد حدة الصراع في غزة، وتداعياته على زيادة الاستقطاب في السويد. وعلى الرغم من المخاطر المحتملة، أكد سترومر أن جميع التدابير اللازمة قد اتُخذت لضمان سلامة المشاركين والحضور، معتبراً أن قرار حضور المسابقة يعود في النهاية إلى تقييم الشخص نفسه. وكانت تقارير صحفية كشفت أيضاً، أن الشرطة السويدية تخطط لنقل حوالي 30 محتجزاً من جنوب السويد إلى غرب البلاد، قبل مسابقة “يوروفيجن”. وقالت إن الإجراء يهدف إلى توفير عدد أكبر من أماكن احتجاز، ما يمكن الشرطة من التعامل مع المواقف التي يتم فيها القبض على عدد كبير من الأشخاص.

وبينما تتواصل تحضيرات يوروفيجن، أطلقت الشرطة السويدية اليوم تحذيراً من لجوء مجرمي العصابات إلى الحرق العمد كوسيلة بديلة عن المتفجرات. وقالت الشرطة إنها نجحت خلال الأشهر الأخيرة بالحد من حصول المجرمين على المواد المتفجرة، ما دفعهم إلى اللجوء نحو الحرق العمد لتنفيذ جرائمهم. وأشارت إلى أن السويد شهدت خلال فترة محددة العام الماضي، ارتفاعاً في عدد الحوادث حيث حاول مجرمون إشعال الحرائق بدلاً من إطلاق النار أو التفجير، وأن عدد هذه الحوادث عاد للارتفاع مؤخراً. كما أكدت خدمات الإنقاذ في مدينة بوروس السويدية، إنها لاحظت أيضاً بدء العصابات باستخدام الحرق العمد كوسيلة جديدة لتنفيذ جرائمهم. وأعلنت الشرطة أنها تمكنت من منع عدة حرائق متعمدة حتى الآن هذا العام، بعد معلومات تلقتها من مواطنين. كما حثت جميع المواطنين على الاتصال بالرقم 112 في حال ملاحظة أي أمر يبدو مشبوهاً.

الوحدة تخيّم على السويد. ويُعاني مئات الآلاف من السويديين من الشعور بالوحدة، حيث يفتقرون إلى شخص يمكنهم التحدث معه حول أمورهم الشخصية. وتشير إحصائيات جديدة صادرة عن هيئة الإحصاء السويدية إلى أن ما يقارب 700 ألف شخص يواجهون هذا الوضع، مع وجود فجوة واضحة بين الجنسين. وأظهرت الدراسة أن معدلات نقص الأصدقاء المقربين أعلى بين الرجال، حيث ذكر أكثر من 9 بالمئة من الرجال فوق سن 16 عامًا أنهم يفتقرون إلى شخص يمكنهم التحدث معه عن أي شيء، بينما تبلغ النسبة 6 بالمئة بين النساء. وتزداد حدة المشكلة بشكل خاص لدى السويديين في العشرينات والأربعينات من العمر. وبيّنت الإحصائية أن الأشخاص المولودين خارج السويد يعانون أيضاً، من نقص الأصدقاء المقربين، وبنسبة أكبر من الأشخاص المولودين في السويد، وقد يعود ذلك إلى صعوبات الاندماج والتحديات الثقافية التي يواجهونها.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.