الهجرة العكسية

هجرة عكسية من السويد: “شعور بالغربة” وخوف على أطفال.. وآخرون يعودون

: 4/17/24, 11:23 AM
Updated: 4/17/24, 4:31 PM
هجرة عكسية من السويد: “شعور بالغربة” وخوف على أطفال.. وآخرون يعودون

الكومبس ـ خاص: لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد عدد الراغبين في ترك السويد والانتقال إلى دول أخرى، بعدما كانت السويد ملاذاً لهم ولعائلاتهم من الحروب والأزمات، أو وجهة لمستقبل أفضل لهم ولأطفالهم.

وتعددت أسباب الراغبين بالهجرة من السويد، ودوافعهم لمغادرة البلاد، التي تحتل مرتبة متقدمة بين دول العالم في توفير أفضل مقومات الحياة، كما تصنف بين الدول الأولى في مراتب السعادة، وإن كان البعض يشكك بالمقايس والتصنيفات.

الكومبس توصلت مع أناس غادروا السويد، وآخرين يتحضرون للمغادرة، وأشخاص خاضوا تجربة الهجرة العكسية ثم قرروا العودة مجدداً. وسيتم نشر قصصهم تباعاً في سلسلة حول الهجرة العكسية من السويد.

أنس: شعرت بالغربة في السويد

أنس (اسم مستعار) شاب قدم إلى السويد قبل سبعة أعوام. شهد بداية صعبة كمعظم القادمين الجدد. تعلّم اللغة السويدية في مدارس SFI، وحصل على عمل بسيط بأجر متدنّ بداية لمساعدته في إعالة نفسه بالتوازي مع الدراسة. كما حاول منذ وصوله الحصول على عمل في تخصصه، غير أنه وجد عوائق كثيرة، قبل أن يتمكن من تحسين مستوى لغته والحصول على فرصة عمل ممتازة، كما وصفها.

“شعرت دوماً بأنني مختلف، وأن عليّ بذل جهد مضاعف للاندماج والتعامل مع الأفكار النمطية المسبقة”

لكن أنس قرر الهجرة من السويد، بعد سنوات من الاستقرار في البلاد. وقال إن السبب هو شعوره الحقيقي بـ”الغربة”. فرغم اتقانه اللغة، وفرصة العمل الجيدة، شعر نفسه دوماً بأنه مختلف، وأن عليه بذل جهد إضافي متعب للاندماج في المجتمع المحلي، و”إثبات اندماجه”، والتعامل مع الأفكار النمطية المسبقة.

وقال للكومبس “شعرت بأن تأثير الأمر يتزايد عاماً تلو عام نفسياً وجسدياً، وقررت أنه حان الوقت للانتقال. اخترت لندن لقدرتي على تحدث اللغة الإنكليزية، وكذلك لأن المدينة تفتخر بتعدديتها، وتضم الملايين من أعراق وجنسيات مختلفة”.

هاجر من السويد ثم عاد إليها

وائل( اسم مستعار) هاجر من لبنان عام 2014 وقصد السويد. تمكّن خلال فترة وجيزة من تعلم اللغة السويدية والحصول على عمل، كما تطور على الصعيد المهني خلال سنوات قليلة، وحصل على الجنسية السويدية.

بعد ست سنوات من إقامة وائل إلى السويد قرر الانتقال والعيش في ألمانيا. يقول وائل:

” الطقس وظروف الحياة الاجتماعية وكوني أعيش وحيداً بعيداً عن أسرتي وأصدقائي، وعدم قدرتي على تكوين علاقات وطيدة في السويد بسبب الاختلافات الثقافية وطبيعة الحياة فيها، كلها دفعتني إلى مغادرة السويد وخوض تجربة جديدة في دولة أوروبية أخرى”.

أربع سنوات في ألمانيا كانت كفيلة أن تظهر لوائل أن الحياة في الدول الأوروبية متشابهة في نواح عدة، وأن للحياة في السويد أيضاً ميزات كبيرة رغم المصاعب، وبينها قوانين العمل التي تعد من بين الأفضل عالمياً، كما يقول.

وقال إن الطقس البارد والرمادي ما يزال يتعبه، غير أن السفر المتكرر إلى الخارج يساعد في تخطيه. وبالنسبة للحياة الاجتماعية قال إنه لاحظ تغيراً طرأ على السويد في السنوات الأخيرة، بعدما تحولت ستوكهولم إلى مدينة متنوعة، تضم عشرات الآلاف من جنسيات مختلفة.

وأضاف “قررت العودة إلى السويد لأنني أشعر أن السويد بلدي أيضاً، بعدما منحتني جنسيتها، وقدرتي على الحديث بلغتها. وظروف الحياة هنا جيدة، فلكل بلد حسناته وسيئاته”.

نقاش مستمر عبر وسائل التواصل ومجموعات لتسهيل الهجرة العكسية

وتشكل الهجرة العكسية الحديث اليومي للعديد من الصفحات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وأنشئت مجموعات خاصة تشجع على الهجرة العكسية، وتضم الكثير ممن يرغبون بمغادرة السويد.

إحدى هذه المجموعات على الفيسبوك طرحت سؤالاً مؤخراً حول أسباب هجرة المقيمين في السويد بعد حصولهم على الجنسية.

وجاءت الإجابات متباينة، ولكن اللافت كان أن قسماً كبيراً من المشاركين عزا في التعليقات الهجرة من السويد إلى خوفهم على أطفالهم، وحرمانهم منهم إثر ما يصفوه بقوانين مجحفة.

ريم لحدو

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.